الرابطة المارونية في أستراليا تستنكر عروض مهينة ومثيرة للجدل في مسيرة المثليين "ماردي غرا" في سيدني
سيدني، أستراليا – 7 آذار/مارس 2025 – تعبّر الكنيسة المارونية الكاثوليكية في أستراليا عن قلقها إزاء العروض المهينة والمثيرة للجدل خلال مسيرة المثليين "ماردي غرا" في سيدني نهار السبت الفائت، والتي وجد فيها الكثيرون تهكماً وسخرية من السيد يسوع المسيح وحدث صلبه، مما تسبب باستياء وألم كبيرين لدى المسيحيين وغيرهم. مثل هذه العروضتمثل إساءة عميقة للمقدسات والعقائد الإيمانية والرموز المرتبطة بها، كما تؤذي الشعور الديني للأفراد والمجتمعات وتقوض القيم المشتركة التي تضمن الوئام والانسجام في مجتمع تعددي.
وبينما نعبّر عن احترامنا وتمسكنا بحق التعبير عن الرأي، فإن تصوير الشخصيات والأحداث الدينية على هذا النحو إنما يشكل ضربة لمبادىءالاحترام المتبادل والتسامح التي تشكل ركيزة المجتمعات المتنوعة ثقافياً وإثنياً كالمجتمع الأسترالي. وتترك مثل هذه التصرفات أثراً سلبياً أكبر عندما تستهدف الكلمات أو الصور المسيئة، بشكل خاص، عقائد دينيةتُعتبر مقدسة للملايين من الأستراليين والمليارات من الناس حول العالم.
وتعليقاً على هذه المسألة، قال راعي الأبرشية المارونية في أستراليا ونيوزيلندا، سيادة المطران أنطوان-شربل طربيه: "لطالما أدانت الكنيسة الأعمال التي لا تحترم الرموز أو الحريات الدينية، لأنها تقوض القيم المشتركة التي تسمح للمجتمعات بالتعايش في انسجام وتسامح". وأضافالمطران طربيه: "نناشد الجميع أن ينظروا في تأثير أفعالهم على الآخرين، خاصة عندما يتعلق الأمر بالتعرض للمبادىء الإيمانية التي تشكل ركيزة حياة الملايين في أستراليا."
من جهته قال السيد جون شديد، رئيس الرابطة المارونية في أستراليا: " نتفهّم تعقيدات وتحديات المجتمعات المعاصرة ولكن لا يجب أن تُمارسالحرية على حساب كرامة الآخرين أو قدسية معتقداتهم الدينية. وبينماشعر العديد من المسيحيين بالأذى والاستياء من هذا التصرف، نختار اليومأن نرد بقلوب مفتوحة تدعو للمصالحة بعيداً عن مشاعر الغضب أو الإدانة، آملين ألا تتكرر مثل هذه الأحداث التي تمس بالمعتقدات الإيمانية."
ولا بد من الإشارة إلى أن كنيستنا تؤكد على التزامها الراسخ بمبادىء الشمولية والرحمة، وأن جميع البشر هم أبناء الله بغض النظر عن توجههم الجنسي أو هويتهم الجندرية. ومع ذلك، فإن التزامنا بالمحبة والقبول لا يعني أننا نوافق على تصرفات تتهكم أو تسيء للمعتقدات الدينية.
ولذلك ندعو إلى تعزيز الحوار بين كافة مكونات المجتمعات المتنوعة ثقافياً ولغوياً ودينياً، بهدف تشجيعها على تحسين فهمها لتأثير التعابير والتصويرات والعروض، خاصة تلك التي تستهدف الرموز أو الأحداث المقدسة، على الآخرين. كما نشجع على تعزيز الالتزام بالاحترام المتبادل وتحمل المسؤولية المشتركة، للموازنة بين حرية التعبير والاعتراف بأهمية حماية المعتقدات والحريات الدينية. وختاماً، لا بد من التذكير أن المجتمع التعددي في أستراليا يزدهرعندما نتمسك بكرامة الجميع ونحترم القيم والمعتقدات الدينية على تنوعها في مجتمعنا.
No comments:
Post a Comment