Saturday, April 25, 2020

فَجر بنِّي ..الشاعر فؤاد نعمان الخوري يكتب عن ذكرى الأنزاك، تحيةً لشهداء استراليا.

فَجر بنِّي... الشاعر فؤاد نعمان الخوري يكتب عن ذكرى الأنزاك، تحيةً لشهداء استراليا في الحرب العالمية الأولى

I
كان الفجر بنِّي وغميقْ،
والموت أحمر عَ الطريقْ؛
"وغاليبولِي"
دقِّـت على باب الهوا
تا يكنِّس غبار الحريقْ.
وكانُوا سوا
رفقَه من البحر العتيقْ،
يلفُّو المسا بشرشف رقيقْ،
كلما سقط منهُن رفيقْ!

II
أوّل حرب،
والأستراليّه شبابْ،
بعدُو على صابيعهُن
حبر الكتابْ،
وعطر أحبابْ،
غطّتهُن مناديل الغيابْ...
غاليبولِي،
بعد البكي،
مِنِّي لكي:

شُو جابهُن عا المعركه
وكحّل عيونُن بالترابْ؟
غاليبولِي: 
لا تسألي
بلاد الضبابْ!

III
كان الخطر متل النمل
يزحف عا إيدَيهُنْ،
وكان النّصر، شمس العصر
تلمع بعينَيهُنْ؛
وطلبات اخوتهُن
فراشات السما
ترفرف حواليهُنْ...
وعم يحلمُو برجوعهُن،
امّاتهُن ودموعهُن،
والغار رح يتكسّر عليهُنْ
وفجأه وصل راعي العتم،
قبل الشمس
ما يوصلُو شمعاتها ليهُنْ!

IV
من ملبورن ل سيدني
عا ها المينا الحزينْ:
ولاد وعجايز ناطرينْ،
وزوجات
 رسمُو قلوبهُن ع الياسمينْ...
وموظّفين وحاكمينْ
بها النجوم مكلّلينْ...
وعم يطلعُو عا الذاكره
رفُوف السنُونو مسافرينْ؛
وعم ينزلُو من الباخره،
عدُّوهُن
وطلعُو الّلي رجعُو ناقصينْ!

V
لا تزعلِي
يَمّ الشهيدْ!
ب غاليبولي
هونيك، بالشرق البعيدْ،
كان الفجر بنِّي،
وهنِّي، 
فجر أبيض متل طلّة العيدْ؛
فجر الكرامِه للعَبيدْ،
فجر الرّجا بعالم سَعيدْ،
فجر العُلى
بدولِه جديده،
وطقمها بعدُو جديدْ!
وتضلّ عا مِيّة سنِه
ترفع الرّايه وتنحني؛
وكلما بتتذكّرْ،
عا مشية العسكرْ،
توقاف وتغنِّي النشيدْ!
(في ذكرى الأنزاك، وتحيّة لشهداء استراليا في الحرب العالمية الأولى)