Tuesday, June 24, 2025

"حلّوا عنّا" قالها الملايين قبل وليد عبود؟! أنطوان القزي

"حلّوا عنّا" قالها الملايين قبل وليد عبود؟!

أنطوان القزي

لا أعرف لماذا هذه الثورة على وليد عبود، وهو الذي درَجَ على مواقفه الثابتة منذ كان مسؤولاً عن نهار الشباب في بيروت، واستمر على هذه المواقف في الصحف وعلى الشاشات التي أطل ويطلّ عليها.

ألا يحق للمواطن أن يصرخ وهو مذبوح من الألم؟ أليس وليد عبود مواطناً قبل أن يكون اعلامياً، يشعر بما يشعر به الناس ويتألّم مع آلامهم ويشعر بما يشعرون ؟!.

ولماذا تكاد عبارة "حلّوا عنا" التي اطلقها عبود تحجب قصف أميركا للنووي الإيراني وتفجير كنيسة الارتوذكس في دمشق؟ّ.

ألم يقل ملايين اللبنانيين في الداخل والخارج عبارة" حلّوا عنا" قبل أن يقولها وليد عبود وعلى امتداد سنوات؟!.

وماذا يقول الجائع، والمهجّر من بيته والذي لا يملك ثمن حبّة دواء والذي تهدمت مدرسة أولاده؟!.

ماذا يقول المواطن الذي يوصل الليل بالنهار باحثاً عن مكان تأوي اليه عائلته هوالذي بات يقرأ صحفاً وقد اصبحت اوراق نعي وقتل.

ماذا سيقول وليد عبود للسلاح الذي يزاحم الدولة، وللآراء التي تتجاوز السلطة الشرعية وللوقاحة التي تنال من المقامات ، وللحقيقة التي يصلّون لراحة نفسها كل يوم صلاة الغائب؟!.

غريب، لماذا لم يستكمل الذين انتقدوا وليد عبود قراءة النص كاملاً ، ولماذا اجتزأوا وتوقفوا عند الجزء الذي يروي غليل شتائمهم وتجنّيهم، وكأنهم اكتفوا بقراءة "لا تقربوا الصلاة" وتوقّفوا.

فهو قال "حلّوا عنا" لكل المتجاوزين من كل الفئات، ممانعين وسياديين ، فلماذا تضايقت منه فئة واحدة؟.

لا يا سادة ، هذه المرّة أيضاً أصابتكم المغالاة ولم تصيبوا، إذ لا يستطيع أي "شاطر" منكم أن يرسم علامة استفهام حول لبنانية وليد عبود.

لم يحمل وليد عبود أكثر من القلم ، ولم يأنس سوى للكلمة التي ضمّنها كل أسلحته حواراً ومنطقاً وإيماناً بسيادة وطنه.

مهلاً يا جماعة ، هناك كثيرون بين ظهرانيكم قالوا "لمش عاجبو يفلّ"، وغيرهم قال وقرأناها في الصحف :"بات عددكم أقل من عدد اصابع اليدين ولا يحق لكم الكلام بعد اليوم".

ما رأيكم، أم انكم خاضعون للمزاجية في القراءة، والذين قالوا هذا الكلام لم يتعرّضوا لما تعرّض له وليد عبود؟ّ.

يا جماعة، بدنا نروق؟!.

مند خمسين سنة وأنا أرافق وأتابع وأقرأ وأسمع وليد عبود، ورأيت فيه الصوت الصارخ في برية الوطن، لكن الكيل طفح اليوم، ولأن عبود يتحدث باسم وجع الناس وشكاواهم ومعاناتهم ، قال "حلّوا عنا" كما نقول نحن كل يوم، وقد سبقناه إليها جميعاً ، فليعدمونا؟!.

/ انطوان قزي رئيس تحرير جريدة التلغراف