Monday, April 14, 2025

احتفالات أحد الشعانين تميّزت هذه السنة بمشاركة أربع كنائس مشرقية في دير القديس شربل - بانشبول

احتفالات أحد الشعانين تميّزت هذه السنة بمشاركة أربع كنائس مشرقية في بانشبول

المطران طربيه يصلي مع المؤمنين متوسلاً من أجل توحيد عيد الفصح، كما يدعو في الذكرى الخمسين لبدء الحرب الأهلية في لبنان إلى المصالحة الوطنية على أسس الحياد الإيجابيّ

سيدني، 13 نيسان/أبريل 2025 – ترأس راعي الأبرشية المارونية في أستراليا ونيوزيلندا وأوقيانيا، سيادة المطران أنطوان-شربل طربيه، القداس الإحتفالي في أحد الشعانين يوم الأحد في 13 نيسان/أبريل في كنيسة مار شربل في بانشبول حيث عاونه في القداس رئيس دير مار شربل الأب أسعد لحود ولفيف من الكهنة، بمشاركة الآلاف من المؤمنين.

وفي عظته تحدّث سيادة المطران طربيه عن معنى عيد الشعانين وقال،" إن عيد الشعانين هو عيد العائلة مع أطفالها حول الرب يسوع. يسوع يدخل أورشليم، حيث استقبله الأطفال والجماهير هاتفين: "هوشعنا"، إنّها لفظة عبريّة معناها: "هلمّ يا ربّ وساعدنا". وهي مأخوذة من المزمور 118: 25 القائل: "امنح الخلاص يا ربّ! امنح النصر يا ربّ، امنح". من لفظة هوشعنا إشتقّت كلمة "الشعانين". الأطفال استقبلوا يسوع وأنشدوا بعفويّة نبويّة ملوكيّة يسوع. فحملوا أغصان النخل المخصّصة لاستقبال الملوك، وأغصان الزيتون للدلالة أن يسوع هو ملك السلام. واليوم عندما يحمل اطفالنا الشعانين او أغصان النخل والزيتون يؤكدون على ملوكية يسوع ويقولون نعم له ولمحبته الخلاصيّة."

وأضاف،" أمّا ملوكية يسوع فهي ملوكيّة روحيّة، ملوكيّة الحبّ حتى التفاني في بذل الذات، ملوكيّة التواضع والسلام، ملوكيّة تنتزع الخوف من القلوب، وتزرع فيها الطمأنينة والرجاء والفرح. في هذه الملوكيّة أشركنا بمسحة الميرون، ورسم لنا فيها رسالتنا، رسالة الكنيسة، التي نلتزم بتحقيقها في كلّ مجتمع نعيش فيه."

ورأى سيادة المطران طربيه أن ما يميّز عيد الشعانين هذا العام أمرين، "الأول هو الاحتفال بهذا العيد مع أخوتنا في الكنائس الارثوذكسيّة، كما هو جميل اننا وبفرح كبير سنحتفل معا بعيد الفصح في الاسبوع القادم. لكن هذه الفرحة على أهميتها ومعانيها للمسيحيين الكاثوليك والأرثوذكس تبقى ناقصة، لانها نتيجة الصدفة او تلاقي التقويم الشرقي والغربي. لذلك نصلي اليوم  معا، ونرفع توسلاتنا ودعاءنا لقداسة البابا فرنسيس وللبطاركة الارثوذكس والكاثوليك، كفانا انقسامات وشرذمة، كفانا تباعد وتكبّر، كفانا شهادة ناقصة لمحبة المسيح ووحدة كنيسته، لقد تعب المسيحيون من هذه الحالة، لذا نرجوكم ونتوسل اليكم، وحّدوا لنا لنا عيد الفصح، نريد ان نحتفل معا بهذا العيد الكبير، عيد قيامة ربنا وإلهنا من بين الأموات، كراعية واحدة لراع واحد."  

"الأمر الثاني الذي يجب ان نتوقف عنده اليوم هو ذكرى 13 نيسان سَنةِ 1975. فبعد مرور خمسين سنة على بداية الحرب، تَكرَّرَت العِبارة: "تِنذَكَر وما تِنعاد" ، إلان الحرب شكلت مَحطّة سوداء بشعة في تاريخِ لُبنان، مطبوعة في الذّاكرة الجَماعيّة والفردية عِندَ اللُّبنانيّين مُقيمين ومُنتشرين.

"لكِنَّ هذا التعبير لا يكفي لأن المطلوب وضع رؤية جديدة للوطن تمنع تكرار المأساة، وتنشأ الأجيال الجديدة على مفهوم الوطن والمواطنة. لَقَد آنَ الأَوانُ لِأَخذِ العِبَرِ مِمّا حَصَل، وتَعلُّمِ الدروسِ مِن أَخطاء الماضي، ووضع مَشروع مشترك لِتَنقِيَة الذّاكرة الوَطنيّةِ، يَكون مَدخَلًا لِمُصالَحَة حَقيقيّةبَينَ اللُّبنانيّين."

وأضاف المطران طربيه أن هٰذِهِ المُصالَحَةُ لَن تَتَحَقَّقَ إِلّا مِن خِلالِ رُؤيةٍ جَديدةٍ تعتمد على ثلاثة أمور، "أولاً، أَولويّةِ الانتماءِ لِلُبنانَ وَطنًا نِهائيًّا لِجَميعِ أَبنائِهِ وبناته، وَقَبولِ الآخَرِ المُختَلِفِ واحترامِهِ في مُعتَقَداتِهِ وحَياتِهِ. ثانياً، اعتماد الحِيادِ الإيجابيّ الفاعِل، كَما طَرَحَهُ غِبطَةُ أَبينا البَطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، كطريق لانقاذ وحدة لبنان ورسالته ، وكمشروع يحمي التعددية، وكضامنة لكي يبقى لبنان واحة سلام وكيان لقاء لجميع ابنائه مقيمين ومغتربين. وثالثاً، تكريمِ الشُّهَداءِ الَّذينَ قَدَّموا حَياتَهم لِيَبقى الوَطَن، كَما تَقتَضي القِيامَ بِمَسحٍ شامِلٍ لِضَحايا الحَربِ اللُّبنانيّةِ."

وختم سيادة المطران طربيه العظة بالدعوة إلى المصالحة،" لأنها تقود الى بِناءَ الثقة المفقودة بين اللبنانيين ، وتساهم في إعادة الثقة الدولية بلبنان وتفتح الباب امام عودة المنتشرين وبالتالي الاستثمارات الى لبنان. إنها المدخل لبناء مُجتَمَعٍ يَرفُضُ لُغةَ العُنفِ والحَربِ، ويُؤمِنُ بِأَنَّ "عَمليّةَ السَّلامِ هِيَ التِزامٌ يَدومُ ولا يَتَغَيَّر."

وعقب القداس الاحتفالي توجّه المؤمنون من أربع كنائس محلية في مسيرة مميزة جسدت روح الوحدة والإيمان الى باحة معهد مار شربل حاملين أغصان الزيتون والنخل وهم يرددون أناشيد روحية تعبيرًا عن فرحهم باللقاء وصلاتهم من أجل السلام. وشارك في المسيرة كنيسة القديسة دميانة والقديس أثناسيوس القبطية الأرثوذكسية، وكنيسة القديس نيقولاوس الأنطاكية الأرثوذكسية، وكنيسة القديس يوحنا الحبيب الملكية الكاثوليكية، وكنيسة القديس شربل المارونية، في مشهد مؤثر يعكس وحدة المسيحيين ورغبتهم بتوحيد عيد الفصح. وألقى رئيس الدير وكاهن الرعية الأب الدكتور أسعد لحود كلمة رحّب فيها بالحضور وبالكنائس المشاركة، مشيراً إلى أهمية الوحدة بين الكنائس والحاجة إليها اليوم أكثر من اي وقت مضى. وشهدت المسيرة حضورًا كثيفًا من العائلات، الأطفال، والشباب الذين شاركوا بروح إيمانية مفعمة بالفرح والتآخي، ما يعكس أهمية هذه المبادرات في تعزيز الروابط بين أبناء الكنائس المختلفة.

واختُممت مسيرة الشعانين من مختلف الكنائس بصلوات وببركة مشتركة للمؤمنين من راعي الأبرشية المارونية في أستراليا ونيوزيلندا وأوقيانيا، سيادة المطران أنطوان-شربل طربيه، وراعي أبرشية الروم الملكيين الكاثوليكفي أستراليا ونيوزيلندا وكل أوقيانيا، سيادة المطران روبير رباط، وأسقف سيدني وتوابعها للكنيسة القبطية الأرثوذكسية الأنبا دانيال والاب جان قرعون ممثلاً المتروبوليت باسيليوس قدسيه. وبعد انتهاء الاحتفالات لبّى الجميع دعوة رئيس دير مار شربل، الأب أسعد لحود، للمشاركة بمائدة المحبة.

يمكنكم مشاهدة فيديو خاص لموقع لبنان في استراليا على هذا الرابط:

https://www.facebook.com/share/v/1E9hbDLfVh/?mibextid=wwXIfr

No comments:

Post a Comment